مقال...داء السكري في الجزائر..في منحنى تصاعدي مخيف !!

أمينة أوكالي

الرابع عشر من شهر نوفمبر اليوم الذي تم فيه إنشاء اليوم العالمي لداء السكري في عام 1991، من قبل الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية، وذلك استجابة للمخاوف المتزايدة بشأن التهديد الصحي المتصاعد الذي يشكله مرض السكري، حيث يتم الاحتفال به كل عام في 14 نوفمبر، والذي يعتبر عيد ميلاد "فريدريك بانتينج"، الذي شارك في اكتشاف الأنسولين مع تشارلز بيست في عام 1922.

وقال الدكتور المختص في داء السكري عز الدين غانم في تصريح لديزاد نيوز، إن الجزائر تعرف ارتفاعا رهيبا في أعداد المصابين بداء السكري حسب الاحصائيات، حيث بلغ عدد المصابين في الجزائر من 3 إلى 4 ملايين مصاب والتي اعتبرها أرقاما مخيفة لهذا المرض.

كما أرجع غانم سبب هذا الارتفاع الرهيب إلى سببين، الأول وراثي والثاني يكون مكتسب والذي ينتج عن سوء التغذية التي يمارسها المواطنون يوميا إضافة إلى غياب الرياضة أو النشاط البدني، وبالرغم من الإمكانيات التي تسخرها الدولة لهذا المرض، الا أنها تبقى قليلة مقارنة بالأعداد التي ترتفع يوما بعد يوم.

ماهي العلامات التي تظهر قبل المرض بداء السكري؟

أشار الدكتور المختص في داء السكري والغدد الصماء لديزاد نيوز، أن هناك العديد من العلامات التي تظهر على الأشخاص في بداية مرضهم بداء السكري، والتي تتلخص في ثلاث علامات، الأولى وهي الغياب التام لكل العلامات، أي يكون الشخص مصابا بالسكري وبدون علمه، مع انعدام كل العلامات عليه ولا يظهر عليه شيء وفي هذه الحالة يجب القيام بتحاليل السكري في دم الشخص الصائم، فاذا كانت نسبة سكر الشخص الصائم تفوق 1,26 غرام في اللتر فهو حتما مصاب بداء السكري.

في الحالة الثانية تعتبر علامات بسيطة ومعزولة وهي التعب الشديد وجفاف في الفم والدوار، وفي هذه الحالة يجب اللجوء كذلك الى تحاليل السكري للصائم فاذا تجاوزت عتبة 1,26 غرام في اللتر فهو حتما مصاب بالسكري.

ثالثا وهي ظهور علامات بارزة أكثر، وهي التعب، العطش الشديد والتبول المتكرر وكذلك نقص في الميزان، وفي هذه الحالة يجب القيام فورا بالتحاليل للكشف عن هذا الداء.

هل يشفى المصابون من داء السكري نهائيا ؟

هذا وأكد عز الدين غانم بخصوص إمكانية الشفاء من مرض السكري، فلا يمكن الشفاء من هذا الداء نهائيا، لأن السكري مرض مزمن ويرافق الانسان طيلة الحياة، والعلاج الذي يتم تقديمه من طرف المختصين يساهم في استقرار المرض، وبالتالي يكبح المضاعفات الخطيرة التي تتبعه، والمتمثلة في إصابة الشبكية الناتجة عن السكري أو مرض القلب، تصلب الشرايين، تصلب الأوعية الدموية كذلك للقدمين والذي من الممكن أن يؤدي إلى بتر الساق إضافة إلى الفشل الكلوي أو الشلل النصفي.

العلاجات التقليدية ضد السكري...

أعرب ذات المختص أن العلاج التقليدي لا يشفي مرضى السكري، فاليوم نحن نعيش في عصر التطور، وتم القيام بالعديد من الأبحاث العلمية، والتي كشفت عن داء السكري وكيفية الكشف عنه وعلاجه كذلك، والتي تتوفر عليها الجزائر وبالمجان، ولا حاجة للجوء للطب التقليدي، خاصة الأعشاء ذات المصدر المجهول ومن أناس غير مختصين .

وفي ذات الشأن قدم غانم مجموعة من النصائح للمواطنين أولها، أن يتم اللجوء إلى مختصين ولا يجب الاستماع لغيرهم، متابعة تغذية صحية وتناول الخضراوات والفواكه، العجائن والبقوليات، لكن بكميات محدودة والتي تكون من 6 إلى 7 ملاعق يوميا وبالنسبة للخبز يجب الاكتفاء برغيف واحد، كما يجب الابتعاد عن المأكولات المقلية أو التي يتم اقتناءها من الخارج، بالإضافة إلى وجوب القيام بالرياضة لخفض نسبة السكر في الدم.

وكشف المرشد الصحي ورئيس جمعية مرضى السكري فيصل أوحادة لديزاد نيوز، أن هناك حوالي 5 ملايين مصاب بداء السكري في الجزائر كما وصفه بالرقم الكبير والمخيف، كما حُدد بحوالي 2 إلى 90 بالمئة مصابون بالنوع الثاني بالسكري والذي يتم معالجته بالأقراص، و10 بالمئة مصابون بالنوع الأول والذي تتم معالجته بالأنسولين، وأغلبيتهم من فئة الأطفال.

وبخصوص الفئة الأكثر تضررا قال أوحادة إنهم من فئة كبار السن وهم مصابون بالسكري من النوع الثاني، وتعتبر السمنة من مسببات العديد من الأمراض الخطيرة وعلى راسها الإصابة بمرض السكري.

هذا وأشار ذات المتحدث إلى مضاعفات مرض السكري الخطيرة، كالقدم السكرية والتي تؤدي إلى البتر، فقدان البصر والعجز في الكلى والمخيف أيضا هو الجلطة الدماغية أو السكتة القلبية وكلها مضاعفات لمرض السكري

كما اعتبر فيصل أوحادة الأكل غير الصحي العامل الأول في الإصابة بمرض السكري، خاصة الذي يتم اقتناءه من الخارج جراء مشبع بالدهون والسكريات وخال من الفيتامينات، إضافة إلى غياب النشاط البدني ويوميا جراء الروتين الذي يعيشه المواطن.